ربيع العمر عضو مميزة
عدد المساهمات : 548 تاريخ التسجيل : 22/08/2011
| موضوع: منة الرحمن في بيان مكانة المرأة في الإسلام المؤلف ناصر بن أحمد السوهاجي الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:03 pm | |
|
منة الرحمن في بيان مكانة المرأة في الإسلام
تأليف ناصر بن أحمد السوهاجي
مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القائل في كتابه الكريم : ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) ( ) ، والقائل عز وجل : ((قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)) ( ) ، والقائل سبحانه وتعالى : ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) ( ). وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وحذرها من اتباع سبيل المضلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ، ومن اهتدى بهديه واقتفى أثره إلى يوم الدين . أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة . فقد قام الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام بإبلاغ الرسالات وتزكية النفوس وتربيتها على الكتاب والحكمة هادفين في ذلك إلى إرشاد الإنسانية جميعاً إلى عبادة الله وحدة ، وترك ما سواه من المعبودات الباطلة ، وقد كان لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الجهد البالغ في الحرص على توجيه أمته لما ينفعها في دينها ودنياها ، فرباهم تربيةً دينية شفقة عليهم ورحمة بهم ، فحذرهم من الفتن ومغريات الدنيا الكاذبة ، ووجههم لما يصلح به أمر دينهم ودنياهم ومدى اشتغالهم بأمر دنياهم ومخاطر الاغترار بالدنيا وشهوتها وشبهاتها ، وقد تلقى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين هذه التوجيهات ونقلوها لمن بعدهم ، وكذلك فعل من بعدهم في نقلها لنا ، وذلك لأن العلماء هم ورثة الأنبياء فوجب عليهم أن يقوموا بما قام به الأنبياء من التبليغ والتوجيه والإرشاد نصحاً للأمة وأداءً للأمانة ، فقاموا بذلك ولم يدخروا في ذلك وسعاً ، فألفوا في ذلك المؤلفات المتنوعة النافعة سواءً في العقيدة أو الأعمال ، وقد كان العلماء يكاتب بعضهم بعضاً نصحاً وإرشاداً وتنبيهاً ، حرصاً منهم على سلوك الجادة الصحيحة والفطرة السليمة التي شرعها الله لعباده ورضيها لهم ، وقياماً بواجب النصح والتواصي بالحق قال عز وجل : (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) ( ) ، وقال تعالى : (( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) ( ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم "( ) . وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم "( ). ولقد حرص العلماء في كل زمان ومكان على النصح للمسلمين في دينهم ودنياهم وتوجيههم لما ينفعهم ورد عدوان المعتدين على دين الإسلام العظيم الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لخلقه أجمعين كما في قوله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) ( ) ، وقال عز وجل : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ )) ( ) ، وقال سبحانه وتعالى : (( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) ( ) . ولقد حرص الغرب الكافر وأذنابهم من أبناء المسلمين الذين تأثروا بهم وبمدنيتهم الكاذبة على نشر الشائعات المضللة التي تزعم أن الإسلام قد ظلم المرأة وهضم حقها وجعلها بمنزلة الأمة للرجل وتالله إن هذا لكذب مبين فلم يوجد منذ خلق الله البشرية دين أعطى المرأة حقها وصانها وعاملها كأنها ملكة كالإسلام ، ففي حين يتكلمون عن ظلم المرأة في الإسلام تجدها عندهم مخلوق لا قيمة له بل إن أكرموها جعلوها سلعة تباع وتشترى لا قيمة لها ولا إحساس لها بل هي وسيلة متعة لا يلتفت إليه إلا من أجل ذلك ، فإن الناظر في الملل السابقة يجد كيف كانت نظرتهم للمرأة وكيف كانوا يعاملونها ، حتى جاء الإسلام فكرمها وأعطاها حقها وجعل لها مكانة سامية في المجتمع المسلم يشهد بذلك القاصي والداني ، وإن الناظر إلى ما تعانية المرأة في الغرب الآن ليجد العجب العجاب ممن يتكلمون عن حرية المرأة من أبناء المسلمين الذين وقعوا في فخ أعدائهم من الكفار فأصبحوا يقلدونهم من غير تفكير ولا روية وإنما هو التقليد الأعمى وحسب ، والله المستعان أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يكفي المسلمين شرهم ، وسوف نبين إن شاء الله تعالى مكانة المرأة في الإسلام وفي الأمم السابقة ليعلم الجميع كيف عامل الإسلام المرأة وأعطاها حقها بما لم يحدث في أمة من الأمم السابقة ، ونسأل الله التوفيق السداد إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . كتبه أبو عبد الله ناصر بن أحمد بن عبد النعيم بن أحمد السوهاجي عامله الله بلطفه بريد إلكتروني : alsuhajii@hotmail.com
فصل في بيان سماحة وعدل الإسلام إن من نعم الله التي أنعم الله بها على عباده أن شرع لهم هذا الدين العظيم الذي جعله الله خاتم الأديان وأفضلها والذي لا يقبل الله ديناً سواه بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأرسله الله بهذه الشريعة السمحة لتكون صالحة لجميع البشرية يتعاملون بها فيما بينهم في دينهم ودنياهم ، فهذه الشريعة صالحة في كل زمان ومكان ، جاءت برفع الإصر والأغلال التي كانت على من كان قبلنا فهي شريعة سمحة وشريعة عدل من عند الله العزيز الحكيم ، وإن من عدل هذه الشريعة الإسلامية أنها جعلت كل شيء في نصابه الصحيح المناسب له فالرجل جُعل له ما يناسبه من الأحكام ، وكذلك المرأة جُعل لها ما يناسبها ، وإن من حرص الإسلام على المرأة أن كرمها وأكرمها بما لم يحدث في دين سواه ، فلقد بلغت المرأة في الإسلام مكانة عالية , لم تبلغها في ملة ماضية ، إذ إن تكريم الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة و الرجل على حد سواء , فهم أمام أحكام الله في هذه الدنيا سواء , كما أنهم أمام ثوابه وجزائه في الدار الآخرة سواء ، قال تعالى : (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )) ( ) , وقال عز وجل : (( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا )) ( ) , وقال جل وعلا : ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) ( ) , وقال سبحانه : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) ( ) , وقال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) ( ) ، وقال عز وجل : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ )) ( ) . قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله : " وذكر أن الذكر والأنثى متساويان عند الله تعالى في الجزاء متى تساويا في العمل حتى لا يغتر الرجل بقوته ، ورياسته على المرأة ، فيظن أنه أقرب إلى الله منها ، ولا تسيء المرأة الظن بنفسها فتتوهم أن جعل الرجل رئيسا عليها يقتضي أن يكون أرفع منزلة عند الله تعالى منها . وقد بين الله تعالى علة هذه المساواة بقوله : بعضكم من بعض فالرجل مولود من المرأة ، والمرأة مولودة من الرجل ، فلا فرق في البشرية ، ولا تفاضل بينهما إلا بالأعمال ، أي وما تترتب عليه الأعمال ، ويترتب هو عليها من العلوم والأخلاق . أقول : وفيه وجه آخر ، وهو أن كلاً منهما صنو وزوج وشقيق للآخر ، وفي معنى ذلك حديث " النساء شقائق الرجال " قالوا : أي مثلهم في الطباع ، والأخلاق كأنهن مشتقات منهم ، أو لأنهن معهم من أصل واحد . ووجه ثالث : أنه بمعنى حديث " سلمان منا " وحديث " ليس منا من دعا إلى عصبية " فمعنى " منا " على طريقتنا ، وما نحن عليه لا فرق بيننا وبينه ، وهذه الآية ترفع قدر النساء المسلمات في أنفسهن ، وعند الرجال المسلمين ، ومن علم أن جميع الأمم كانت تهضم حق المرأة قبل الإسلام ، وتعدها كالبهيمة المسخرة لمصلحة الرجل وشهوته ، وعلم أن بعض الأديان فضلت الرجل على المرأة بمجرد كونه ذكراً وكونها أنثى ، وبعض الناس عد المرأة غير أهل للتكاليف الدينية ، وزعموا أنها ليس لها روح خالدة من علم هذا قَدَّر هذا الإصلاح الإسلامي لعقائد الأمم ، ومعاملاتها حق قدره ، وتبين له أن ما تدعيه الإفرنج من السبق إلى الاعترافات بكرامة المرأة ، ومساواتها للرجل باطل ، بل الإسلام السابق ، وأن شرائعهم وتقاليدهم الدينية والمدنية لا تزال تميز الرجل على المرأة ، نعم ، إن لهم أن يحتجوا على المسلمين بالتقصير في تعليم النساء ، وتربيتهن ، وجعلهن عارفات بما لهن ، وما عليهن ، ونحن نعترف بأننا مقصرون تاركون لهداية ديننا ، صرنا حجة عليه عند الأجانب ، وفتنة لهم ، وأما ما يفضل به الرجال النساء في الجملة من العلم ، والعقل ، وما يقومون به من الأعمال الدنيوية الذي ربما كان سببه ما جرى عليه الناس من أحوال الاجتماع ، وكذا جعل حظ الرجل في الإرث مثل حظ الأنثيين ، لأنه يتحمل نفقتها ، ويكلف ما لا تكلفه ، فلا دخل لشيء من ذلك في التفاضل عند الله تعالى في الثواب والعقاب ، والكرامة وضدها ، بل سوى الله تعالى بين الزوجين حتى في الحقوق الاجتماعية إلا مسألة القيام والرياسة ، فجعل للرجال عليهن درجة كما تقدم " ( ). فصل المرأة عند العرب في الجاهلية لقد كان العرب في الجاهلية قبل الإسلام ينظرون إلى المرأة على أنها متاع من الأمتعة التي يمتلكونها مثل الأموال والبهائم ، ويتصرفون فيها كيفما شاءوا، وكانوا لا يورثون المرأة ويرون أنها ليس لها حق في الإرث وكانوا يقولون : لا يرثنا إلا من يحمل السيف ويحمي البيضة. وكذلك لم يكن للمرأة على زوجها أي حق، وليس للطلاق عدد محدود، وليس لتعدد الزوجات عدد معين. وكان العرب إذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره , فهو يعتبرها إرثاً كبقية أموال أبيه. فعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : " (( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن )) قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاؤوا زوجوها وإن شاؤوا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك " ( ). وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : " كان الرجل إذا مات أبوه أو حموه, فهو أحق بامرأته إن شاء أمسكها, أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها أو تموت فيذهب بمالها " ( ). وقد كانت العدة للمرأة إذا مات زوجها سنة كاملة ، وكانت المرأة تحد على زوجها أشد حداد وأقبحه, فتلبس شر ملابسها ، وتترك الزينة والطيب والطهارة ، فلا تمس ماءً ، ولا تقلم ظفراً ، ولا تزيل شعراً ، ولا تبدو للناس في مجتمعهم ، فإذا انتهى العام خرجت بأقبح منظر وأنتن رائحة. فعن زينب بنت أبي سلمة قالت : سمعت أمي أم سلمة رضي الله عنها تقول جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن ابنتي توفى عنها زوجها وقد اشتكت عينها أفنكحلها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا مرتين أو ثلاثا " كل ذلك يقول : لا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما هي أربعة أشهر وعشراً ، وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمى بالبعرة على رأس الحول " . قال حميد : فقلت : لزينب وما ترمى بالبعرة على رأس الحول؟ فقالت زينب : كانت المرأة إذا توفى عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا حتى تمر بها سنة ، ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طائر فتفتض به ، فقلما تفتض بشيء إلا مات ، ثم تخرج فتعطى بعرة فترمى بها ، ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره ، سئل مالك رحمه الله : ما تفتض به ؟ قال : تمسح به جلدها( ) . وكان عند العرب أنواع من الزيجات الفاسدة التي لا يرتضيها عاقل عنده ذرة عقل . فعن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ، أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء : فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها . ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها : أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب ، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد ، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع . ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها ، فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم ، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها ، تقول لهم : قد عرفتم الذي كان من أمركم ، ولقد ولدت ، فهو ابنك يا فلان ، تسمي من أحبت باسمه ، فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع به الرجل . ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها ، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما ، فمن أرادهن دخل عليهن ، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون ، فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك ، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله ، إلا نكاح الناس اليوم " ( ). ومنها نكاح الشغار، وهو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو موليته لرجل آخر على أن يزوجه هو موليته بدون مهر، وقد حرم الإسلام هذا النكاح فعن ابن عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نهى عن الشغار ، والشغار أن يزوج الرجل ابنته ، على أن يزوجه ابنته ، وليس بينهما صداق "( ) . وكان العرب يكرهون البنات فيدفنونهن أحياء خشية العار كما يزعمون ،فهم يعتبرونها عاراً يجب أن يتخلصوا منه بجريمة قتل بشعة لا رحمة فيها ولا شفقة ، وإنما هم الواحد منهم أن يتخلص من هذه البنت بأي وسيلة فيدفنها حية فقال الله عز وجل : (( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )) ( ) ، وقال سبحانه وتعالى : (( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )) ( ) ، فهذا كان حال المرأة في الجاهلية قبل الإسلام عند العرب ، فأتي الإسلام فكرمها وجعل لها المكانة العظيمة في المجتمع المسلم بعد أن لم تكن إلا مخلوق لا قيمة له ولا وزن . فصل المرأة في الأديان الأخرى المرأة عند اليهود : وكان حالها عند غير العرب كذلك ، فكانت المرأة عند اليهود مثلاً إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجالسوها ، ولم يساكنوها في بيت واحد فعن أنس رضي الله عنه : " أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم ، لم يؤاكلوها ، ولم يجامعوهن في البيوت ، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : (( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض )) إلى آخر الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اصنعوا كل شيء إلا النكاح " . فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر ، فقالا : يا رسول الله إن اليهود تقول : كذا وكذا فلا نجامعهن ؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما ، فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل في آثارهما ، فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما "( ) . " وكان الرجال يستقبلون نهارهم بتقديم الشكر لله لأنك لم تخلقني امرأة "( ) . وفي سفر التثنية : " إذا سكن إخوة معاً ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصير امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبي ، أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخ الزوج ، والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من إسرائيل " . وفيه : " وكلم الرب موسى قائلاً كلم بني إسرائيل قائلاً : إذا حبلت امرأة تكون نجسة سبعة أيام .... ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوماً في دم تطهيرها .... كل شيء مقدس لا تمسه وإلى المقدس لا تجيء حتى تكمل أيا م تطهيرها ....وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين ثم تقيم ستة وستين يوماً في دم تطهيرها ، متى كملت أيام تطهيرها لأجل ابن أو بنت تأتي بخروف حولي محرقة وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية إلى باب خيمة الاجتماع إلى الكاهن "( ) . وكذلك كان حالها عند الشعوب الأخرى .
فعند الإغريق قالوا عنها : شجرة مسمومة ، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ، وتباع كأي سلعة متاع . " وبقيت المرأة طيلة حياتها خاضعة لسلطة الرجل ، فهو يفرض عليها من يشاء زوجاً ، وله الحق في فصم عرى الزوجية ، أما هي فليس لها حق في طلب الطلاق إلا في حالات استثنائية وقد وضعوا لها العراقيل في سبيل الوصول إليه " . " وقد حرموا المرأة من الميراث ، بل ومن إدارة أموالها أو التصرف فيها بدون موافقة الرجل "( ) .
وعند الرومان قالوا عنها : ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ، وتسحب بالخيول حتى الموت . " وقد كانت البنت خاضعة لرب الأسرة ما دام حياً ، وإذا مات يتحرر الابن إذا كان بالغاً ، أما الفتاة فتنتقل الولاية عليها إلى الوصي ، ولم يكن لها حق التملك ، بل كل ما تكسبه وما تملكه هو لرب الأسرة ولا يؤثر في ذلك بلوغها " ( ). " وكانت الفتاة تدخل في أسرة زوجها بمجرد خضوعها لزواج الأسرة ، وأحياناً يقوم الزوج بشراء الزوجة بموافقة رب أسرتها أو وصيها وفي كلتا الحالتين تنقطع صلتها بأسرتها السابقة "( ) . " وقد بلغ من سيادة زوجها عليها أنها كانت تحال إليه إذا ما اتهمت بجريمة ليحاكمها ويعاقبها بنفسه ، وكان له أن يحكم عليها بالإعدام إذا خانته أو سرقت مفاتيح خزائن خمره ، ولا تستطيع المرأة أن تستقل بأمر نفسها بل تخضع للوصاية الدائمة ، فإذا توفي زوجها دخلت في وصاية أبنائها الذكور أو أخوة زوجها أو أعمامه ولذلك قالوا : " توجب عاداتنا على النساء والرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن "( ) . " ومن مهانة المرأة عندهم أنهم عقدوا مؤتمراً كبيراً في روما وبحثوا في شئون المرأة وانتهى المؤتمر بالقرارات التالية : 1- أن المرأة موجود ليس لها شخصية إنسانية ولهذا فإنها لا تستطيع أن تنال الحياة في الآخرة . 2- يجب على المرأة أن لا تأكل اللحم ولا تضحك ولا تتكلم . 3- أن المرأة رجس من عمل الشيطان ، ولهذا فإنها تستحق الذل والهوان في المجتمع . 4- على المرأة أن تقضي كل حياتها في طاعة الأصنام وخدمة الزوج " ( ).
وعند الصينيين قالوا عنها : مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها . وقيل : " إن منزلة المرأة الصينية في بلادها أحط كثيراً من منزلة الرجل وبرى أهلوها في ولادتها شراً ،ومقامها كمقام الخدم ، فهي لا تأكل إلا على انفراد ، وتعيش في بيت والديها في تحجب واعتزال يعلمونها الخياطة وتحضير الطعام "( ) . ويقول مانو : " النساء باب جهنم ، وأضاف بعضهم إلى ذلك : أن أجسامهن شيطانية ، ولذلك حبست النساء شر الموبقات ، واعتبرت الطهارة مثل الحياة الأعلى ، فكانوا يصورون الشيطان في حسناء تزور الصوامع ، لإسقاط نساكها في الخطيئة " ( ).
وعند الهنود قالوا عنها : ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه . " وكانت المرأة في الشريعة البرهمية منحطة لا تعد شيئاً مذكوراً ، فهي عبدة الرجل ولا يجوز لها أن تكلمه إلا باحترام ولا أن تؤاكله على مائدة ، بل ولا تتجرأ أن تتلفظ باسمه ، وبلغ الإفراط في امتهانها أنهم صاروا يحتقرون الرجل الذي يحادث زوجته محادثة عائلية . والهنود يعتبرون المرأة عامة والزوجة خاصة عار وعناء وتعب ، فهي التي تضلل الأحمق ، وقادرة على أن تغوي الحكيم وتخضعه لشهواته وتمسك بزمامه " . ومن أشد احتقارهم للمرأة صوروا الضلالة والأوهام في صورة أنثى شديدة الفتنة والغواية ، ويمثلون جمال العالم المحسوس بجمال الأنثى التي تستعين بالغريزة الجنسية على خداع المفتونين عن الحقيقة فيحسبون اللذة نعمة تبتغى " ( ). " وكانت المرأة بناء على ذلك كله تخاطب زوجها في خشوع قائلة يا مولاي وأحياناً يا إلهي ، وتمشي خلفه بمسافة ، وقلما يوجه إليها كلمة واحدة ، وكانت لا تأكل معه بل مما يتبقى منه "( ) .
والمرأة عند الفرس : كانت خاضعة للتيارات الدينية ، حتي ذهب مزدك وأصحابه إلى أن الله تعالى إنما جعل الأرض ليقسمها العباد بينهم بالتساوي ، ولكن الناس تظالموا فيها ، لذا فمن كان عنده فضل من الأموال والنساء والأمتعة فليس هو بأولى من غيره ، فشاعت الفوضى وعم الدمار حتى كان الرجل يدخل على الرجل في داره فيغلبه على منزله ونسائه وأمواله. وكان ذلك من أسباب انهيار دولة فارس وترديها . وكانوا قد أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، فيتزوج الرجل بابنته أو أخته ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت . " ومتى حاضت المرأة أبعدوها عن المنازل وجعلوها في خيام صغيرة في ضواحي المدينة : لا يخالطهم أحد حتى الخدم يلفون مقدم أنوفهم وآذانهم وأيديهم بلفائف من القماش الغليظ عن تقديم الطعام لهن حذراً أن يتنجسوا إذا مسوهن أو مسوا الأشياء المحيطة بهن حتى الهواء . والمرأة الفارسية تحت سلطة الرجل المطلقة ، ويحق له أن يحكم عليها بالموت دون رقيب أو مؤاخذة ، يتصرف بها تصرفه بسلعته ومتاع بيته "( ) .
وعند النصارى : عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث : " هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب " . وأصدر البرلمان الإنجليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب " العهد الجديد " ؛ لأنَّها تعتبر نجسة وعند ولادة المرأة تقول الكنيسة دعهن يتألمن وهيا نساعد الرب في الانتقام منهن ( ). وقال بولس : " إن المرأة أدخلت إلى هذا العالم الموت " . وقال : ليس إذن للمرأة أن تتعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت لأن آدم جبل أولاً ثم حواء وآدم لم يغو ولكن المرأة اغويت فحصلت في التعدي " . ومن هذا المنطلق كانت نظرية النصرانية الأساسية في شأن المرأة أنها ينبوع المعاصي وأصل السيئة والفجور وباب من أبواب جهنم ، ومنها انبجست عيون المصائب الإنسانية جمعاء فبحسبها ندامة وخجلاً أنها امرأة ، وعليها أن تكفر ولا تنقطع عن أداء الكفارة أبداً لأنها هي التي قد أتت بما أتت من الشقاء للأرض وأهلها " ( ). وحالة المرأة المتزوجة في فرنسا مثلاً كانت إلى عهد قريب أشبه شيء بحالة القصور المدني . فقد جردها القانون من صفة الأهلية في كثير من الشئون المدنية ، كما تنص على ذلك المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي " قانون نابليون " إذ يقرر: " أن المرأة المتزوجة حتى لو كان زواجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها ولا يجوز لها أن تهب ولا أن تنقل ملكيتها، ولا أن ترهن، ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض. بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية ". وعلى الرغم مما أدخل على هذه المادة من قيود وتعديلات فيما بعد، وخاصة في عهد ديجول، فإن كثيراً من آثارها لا يزال ملازماً لوضع المرأة الفرنسية المتزوجة من الناحية القانونية إلى الوقت الحاضر. ولتوكيد هذا القصور المدني المفروض على المرأة الغربية المتزوجة ، تقرر قوانين الأمم الغربية ويقتضي عرفها أن المرأة بمجرد زواجها تفقد اسمها واسم أسرتها، فلا تعود تسمى فلانة بنت فلان . بل تحمل اسم زوجها وأسرته ، أو تتبع اسمها الصغير باسم زوجها وأسرته ، بدلاً من أن تتبعه باسم أبيها وأسرته كما هو النظام الإسلامي . وفقدان المرأة المتزوجة لاسمها وحملها اسم زوجها، كل ذلك يرمز إلى فقدان الشخصية المدنية للمرأة الغربية واندماجها في شخصية زوجها. على حين أنه بحسب الشرع الإسلامي تحتفظ المرأة بعد زواجها باسمها واسم أبيها وأسرتها ولا تحمل اسم زوجها مهما كانت مكانته. فزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام أنفسهن كن يسمين بأسمائهن وأسماء آبائهن ، فكان يقال : عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر. وما كنَّ يحملن اسم أزواجهن، مع أنهن كن زوجات لخير خلق الله . واحتفاظ المرأة في الإسلام باسمها واسم أسرتها دليل على احتفاظها بشخصيتها وعدم ذوبانها في شخصية الزوج . ومن الغريب أن بعض نساء المسلمين في بعض البلاد العربية وغيرها يحاولن أن يتشبهن بالغربيات حتى في هذا النظام الجائر، ويرتضين لأنفسهن هذا المنزلة الوضيعة. فتسمى الواحدة منهن باسم زوجها، أو تتبع اسمها باسم زوجها وأسرته ، بدلاً من أن تتبعه باسم أبيها وأسرتها كما هو الشرع الإسلامي ، وهذا هو أقصى ما يمكن أن تصل إليه المحاكاة العمياء ، وأغرب من هذا كله أن اللاتي يحاكين هذه المحاكاة يتألف معظمهن من المطالبات بحقوق النساء ومساواتهن بالرجال ، ولا يدرين أنهن بتصرفهن هذا يفرطن في أهم ناحية من نواحي المساواة التي يطالبن بها ، وفي أهم حق منحه الإسلام لهن ورفع به شأنهن وسواهن فيه بالرجال . أما المرأة المعاصرة في أوروبا وأمريكا وغيرها من البلاد الصناعية فهي مخلوق مبتذل مستهلك في الأغراض التجارية , إذ هي جزء من الحملات الإعلانية الدعائية , بل وصل بها الحال إلى أن تتجرد من ملابسها لتعرض عليها السلع في واجهات المحلات التجارية وأبيح جسدها و عرضها بموجب أنظمة قررها الرجال لتكون مجرد متعة لهم في كل مكان ، لذلك فقد أساء الغرب في نظرته للمرأة نظرةً اقتصادية جشعة ، فرسخوا في ذهنها أنه يجب عليها أن تساوي الرجل في كل شيء فأرهقوها وحملوها فوق طاقتها بما يخالف فطرتها التي فطرها الله عليها ، فنتج من ذلك التفكك الأسري في المجتمعات الغربية بما لا يخفى على أحد ، وانتشرت الفواحش وغابت العفة والطهارة فأصبحنا نسمع الإحصائيات تكلم عن تعرضها للكثير من الاغتصاب وآلاف من حالات الزنا ، والكثير من الخيانة الزوجية ، فوجد من آثار ذلك الكثير من الأبناء بلا آباء وغابت السعادة في هذه المجتمعات المتفككة ، وإن من يقرأ الإحصائيات التي تنشر في الغرب ليجد العجب العجاب من أرقام خيالية في الزنا والاغتصاب والخيانة ، إن المرأة في الغرب مظلومة معتدى على حقوقها فهي تستحق أن ترفع دعوى على الرجل من أجل إنصافها ورد حقها المسلوب ، فأين هي من حق المرأة في الإسلام الذي كفله لها بما لا يوجد في دين سواه ، ولكن دعاة التغريب قوم لا يفقهون إلا ما يريده أسيادهم منهم ، يريدون أن يعتدوا على حقوق المرأة في الإسلام كما اعتدى الغربيون على حقوق المرأة عندهم فأصبحت سلعة تباع وتشترى . فصل المرأة في الإسلام إن من رحمة الله بهذه الأمة أن شرع لها هذا الدين العظيم والشريعة الخالدة ، وكان من أولى ما اعتنى به الإسلام هو ما يخص المرأة فأكرمها إذ أهانتها الأديان والحضارات الأخرى ، ورفع من شأنها وخفف التكاليف التي عليها ، ورفع معنوياتها وأعطاها حقوقها وكرامتها وإلى اليوم لم تستطيع أي حضارة أن تعطي المرأة من الحقوق مثلما أعطاها الإسلام فاعتبرها إنساناً له من الحقوق والواجبات ما للرجل من حيث الخصائص الإنسانية العامة فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعـَلْنَاكُمْ شُـعُوبًا وَقَبَائِلَ لِـتَعَارَفُوا إِنَّ أَكـْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتـْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ( ). و قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) ( ). وقوله تعالى : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)) ( ). وقال عز وجل : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ )) ( ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال " ( ). قال الخطابي رحمه الله : " وقوله " شقائق الرجال " أي نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع فكأنهن شققن من الرجال . وفيه من الفقه إثبات القياس وإلحاق حكم النظير بالنظير وأن الخطاب إذا ورد بلفظ الذكور كان خطاباً للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها " ( ). وقد جعل الشرع المطهر النساء والرجال على حد سواء في الإيمان بالله ، فإيمان المرأة كإيمان الرجل فمن ذلك قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكُفَّارِ )) ( ) الآية . وقال عز وجل : (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً )) ( ). وقال سبحانه وتعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ )) ( ) . وأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى أمره أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات جميعًا بقوله تعالى ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ )) ( ) . وقد رتب لها الإسلام من الأجر ما لا يكاد يحصل عليه من الرجال إلا القليل وذلك لاهتمامه بها ورفعة لشأنها فقال صلى الله عليه وسلم : " إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت "( ) . وجعل الإسلام من كمال الإيمان الاعتناء بالمرأة وحسن الخلق معها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا ، أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا "( ) .
حق البر وحسن الصحبة وإن من صور تكرم المرأة في الإسلام الأمر ببرها إذا كانت المرأة أُمَّاً فالإسلام قرن طاعتها وبرها بأصل الدين وعمود الملة وهو التوحيد ، فقال جل شأنه : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) ( ) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : " أمك " .قال : ثم من ؟ قال : " ثم أمك " قال : ثم من ؟ قال : " ثم أمك " قال : ثم من ؟ قال : " ثم أبوك " ( ). فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الأم على الأب ثلاث مرات بحسن الصحبة ، وهذا من تكريم الإسلام للمرأة واهتمامه بها . وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : قدمت علي أمي ، وهي مشركة ، في عهد قريش إذ عاهدهم ، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! قدمت علي أمي وهى راغبة .أفأصل أمي ؟ قال : " نعم ، صلي أمك " ( ). فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بصلة الأم وإن اختلف الدين لما للأم من المكانة والرعاية في الإسلام أليس هذا من الاهتمام بالمرأة ؟ وقد تتشوق النفس إلى الجهاد وتشرئب إلى منازل الشهداء ، لكي تصرع في ميادين الكرامة ، ولكن حقَّ الأبوين في البقاء معهما ، والإحسان إليهما مقدم على ذلك كله ما لم يتعين الجهاد ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله ، قال : " فهل من والديك أحد حي ؟ " قال : نعم ، بل كلاهما ، قال : " فتبتغى الأجر من الله؟ " قال : نعم ، قال : " فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما " ( ). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : جئت أبايعك على الهجرة ، وتركت أبوي يبكيان فقال : " ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما " ( ).
حق العناية بحقوق الزوجات ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة عنايته بحقوق الزوجات ، ومن ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر رضي الله عنه في خطبته في حجة الوداع : " فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله "( ) . وعن عمرو بن الأحوص الجُشمي رضي الله عنه قال : أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ ، ثم قال : " ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ، ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم فلا يطئن فراشكم من تكرهون ، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن " ( ). في هذا الحديث بيان لما للزوج والزوجة من الحقوق على بعضهم البعض ، فالزوج ينبغى له أن يعامل زوجته بالحسنى وأن يقوم بما يجب عليه من النفقة والكسوة وبما يضمن لها حفظ كرامتها وصيانتها وأن يتقي الله فيها ، وألا يعرضها للإهانة أو الضرب المبرح فإن هذا ليس من أخلاق أهل الإسلام التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، بل عليه أن يكون حسن الأخلاق وألا يلجأ إلى الضرب إلا في الضرورة وأن يكون غير مبرح ، وعلى المرأة أن يطيع زوجها في غير معصية الله بما بينه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم من الحقوق والواجبات الشرعية التي هي للزوج على زوجته ، وإن من إكرام المرأة في الإسلام أن بين حقوقها وحفظها لها بما لا يوجد في شريعة من الشرائع ولا عند أمة من الأمم .
حق الترغيب في تربية البنات والقيام عليهن ومن مظاهر تكريم المرأة في الإسلام أنه رغب في تربية البنات والقيام عليهن وحسن الصحبة لهن ورتب على ذلك الأجر العظيم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو " وضم أصابعه ( ). وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كان له ثلاث بنات ، فصبر عليهن ، وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته ، كن له حجابا من النار يوم القيامة " ( ). وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من كان له ثلاث بنات ، يؤويهن ، ويكفيهن ، ويرحمهن ، فقد وجبت له الجنة البتة " . فقال رجل من بعض القوم : وثنتين ، يا رسول الله ؟ قال : " وثنتين " ( ). قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : " وهذا يدل على فضل الإحسان إلى البنات والقيام بشئونهن ؛ رغبة فيما عند الله عز وجل فإن ذلك من أسباب دخول الجنة والسلامة من النار . ويرجى لمن عال غير البنات من الأخوات والعمات والخالات وغيرهن من ذوي الحاجة فأحسن إليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن أن يحصل له من الأجر مثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حق من عال ثلاث بنات وفضل الله واسع ورحمته عظيمة ، وهكذا من عال واحدة أو اثنتين من البنات أو غيرهن فأحسن إليهن يرجى له الأجر العظيم والثواب الجزيل ، كما يدل على ذلك عموم الآيات والأحاديث في الإحسان إلى الفقير والمساكين من الأقارب وغيرهم ، وإذا كان هذا الفضل في الإحسان إلى البنات فالإحسان إلى الأبوين أو أحدهما أو الأجداد أو الجدات أعظم وأكثر أجراً ؛ لعظم حق الوالدين ووجوب برهما والإحسان إليهما ، ولا فرق في ذلك بين كون المحسن أبا أو أما أو غيرهما ؛ لأن الحكم مناط بالعمل . والله ولي التوفيق "( ) .
حق الوصية بها ومن مظاهر تكريمها الوصية بها وبيان حالها فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت ، واستوصوا بالنساء خيراً ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، إن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، استوصوا بالنساء خيرا "( ) . وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ". أو قال " غيره " ( ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً " ( ). قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : " فخير الناس هو خيرهم لأهله ، فإذا كان فيك خير فاجعله عند أقرب الناس لك وليكن أهلك هم أول المستفيدين من هذا الخير . وهذا عكس ما يفعله بعض الناس اليوم ، تجده سيئ الخلق مع أهله حسن الخلق مع غيرهم ، وهذا خطأ عظيم ، أهلك أحق بإحسان الخُلُق ، أحسن الخُلُق معهم ، لأنهم هم الذين معك ليلاً ونهاراً ، سراً وعلانية إن أصابك شيء أصيبوا معك ، وإن سررت سروا معك ، وإن حزنت حزنوا معك ، فلتكن معاملتك معهم خيراً من معاملتك مع الأجانب ، فخير الناس خيرهم لأهله . نسأل الله أن يكمل لي وللمسلمين الإيمان ، وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلينا ومن لهم حق علينا " ( ). تحريم عضل المرأة ومن صور تكريم المرأة في الإسلام أن حرم عضلها إذا تقدم لخطبتها الأكفاء ، ومعنى العضل : هو المنع والحبس ، يقال عضل المرأة : إذا منعها من الزواج . قال عز وجل : (( وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ( ). وعن الحسن قال : فلا تعضلوهن قال : حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال : زوجت أختاً لي من رجل فطلقها ، حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها ، فقلت له زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها ، لا والله لا تعود إليك أبداً ، وكان رجلاً لا بأس به ، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه ، فأنزل الله هذه الآية : (( فلا تعضلوهن )) فقلت : الآن افعل يا رسول الله ، قال : فزوجها إياه( ) . وقد كان عضل النساء في الجاهلية معروف وذلك من أجل أن تفتدي المرأة نفسها ، فلماء جاء الإسلام حرّم العضل ، وجعل للمرأة الحق في أن ترفع أمرها إلى الحاكم من أجل الظلم الواقع عليها بالعضل من الولي وللحاكم إلزام الولي بالتزويج أو ينقل الولاية إلى غيره فإن لم يوجد فالحاكم هو الولي ، وهذا من اهتمام الإسلام بالمرأة ورفع الظلم عنها بما لا يوجد في شريعة من الشرائع أو دين من الأديان ، فأين من يقولون إن الإسلام ظلم المرأة أين هم من هذه النصوص التي تدل على الرحمة والرأفة بالمرأة .
حق اختيار شريك الحياة ومن مظاهر تكريمها أن جعل لها الحق في اختيار زوجها وشريك حياتها فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجارية ينكحها أهلها ، أتستأمر أم لا ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم تستأمر " فقالت عائشة : فقلت له : فإنها تستحي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذلك إذنها إذا هي سكتت " ( ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن " قالوا : يا رسول الله ! وكيف إذنها ؟ قال : " أن تسكت "( ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استأمروا النساء في أبضاعهن ، قال : قيل : فإن البكر تستحي أن تكلم قال : سكوتها أذنها "( ) . ومن صور تكريمها أن جعل ضرب المرأة لتأديبها في أضيق الحدود وبالضوابط الشرعية ، فجعله مندوباً إليه في وقت ، ومذموماً في وقت آخر لئلا يكون الأمر على هوى الزوج بل هو في آخر مراحل الإصلاح قال تعالى : (( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)) ( ) . وعن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم "( ) . وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ( ). فالضرب يكون للحاجة وللتأديب ، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب ، فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه ، وليس له إن ضربها أن يقسو عليها فالإسلام أذن بالضرب بشروط منها : 1- أن تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها. 2- أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير، فلا يبادر إلى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق إلا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر إلى الضرب وهو لم يجرب الهجر. 3- أن يستحضر أن المقصود من الضرب العلاجُ والتأديب ، فيراعي التخفيف فيه . 4- أن يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه. 5 - ألا يكسر ع | |
|
ربيع العمر عضو مميزة
عدد المساهمات : 548 تاريخ التسجيل : 22/08/2011
| موضوع: رد: منة الرحمن في بيان مكانة المرأة في الإسلام المؤلف ناصر بن أحمد السوهاجي الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:05 pm | |
|
حق المهر ومن صور تكريمها أن جعل لها المهر عند الزواج وهو من حقها على الرجل ، وليس هو ثمن لها فهي أعز وأكرم من تباع وتشترى ، ولكن الشارع الحكيم جعل لها حق المهر خالصاً لها تتصرف فيه كما تشاء ، ليس لأحد حق أن يأخذ منه شيء إلا بطيب نفس منها سواء أكان أباً أو أخاً أو أي أحد إلا بإذن منها ، فهي حرة التصرف به ، والمهر إكرام لها ومعونة من الزوج لشراء ما يلزمها مما يخصها من ثياب وزينة وغيرها . وقد منع الإسلام من حرمان المرأة من مهرها لأن ذلك يؤدي إلى إيذاء المرأة والحط من قدرها قال الله تعالى : (( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا )) ( ) . قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : " من فوائد الآية الكريمة : 1- وجوب إعطاء النساء مهورهن لقوله : (( واتوا )) . 2- أنه لا يجوز للولي أن يأخذ شيئاً من صداق النساء لوجهين : الوجه الأول : أنه أضاف الصداق إليهن ، فهو ملكهن . الوجه الثاني : أنا أمرنا بإيتائهن صداقهن ((وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ )) وقد اختلف العلماء في هذه المسألة : فمنهم من قال : يجوز للأب خاصة أن يشترط لنفسه من مهر ابنته ما شاء . وقال بعض العلماء : لا يجوز للأب ولا لغيره أن يشترط لنفسه شيئاً من المهر . والذي تؤيده السنة أنه لا يجوز أن يشترط الولي لنفسه شيئاً من المهر ، سواء كان الأب أم غيره ، لكن إذا تم العقد وأراد الزوج أن يعطي الأب أو غيره من الأولياء ، أو الأم ، أو الخالة ، أو ما أشبه ذلك شيئاً من باب الإكرام ، فلا بأس به ، كما دلت على ذلك السنة ، أما ما كان قبل العقد فكله للمرأة ، ولا يحل لأحد أن بشترط منه شيئاً لنفسه . 3- أنه يجب إعطاؤهن الصداق على وجه النحلة ، أي : الهدية التامة ، فلا يكون فيه منة في المستقبل "( ) . عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله جئت أهب لك نفسي قال : فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر فيها وصوبه ، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست ، فقام رجل من أصحابه فقال : يا رسول الله ، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها . فقال : " وهل عندك من شيء ؟ " قال : لا والله يا رسول الله . فقال : " اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً " فذهب ، ثم رجع فقال : لا والله ما وجدت شيئاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظر ولو خاتما من حديد " ، فذهب ثم رجع فقال : لا والله يا رسول الله ، ولا خاتما من حديد ، ولكن هذا إزاري قال سهل : ما له رداء فلها نصفه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء " فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال : " ماذا معك من القرآن ؟ " قال : معي سورة كذا وسورة كذا عددها فقال : تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ " قال : نعم . قال : " اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن "( ) . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة ، فقال : " ما هذا " . قال : يا رسول الله إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، قال : " فبارك الله لك ، أولم ولو بشاة " ( ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما تزوج علي فاطمة رضي الله عنها قال له النبي صلى الله عليه و سلم : " أعطها شيئاً " ، قال : ما عندي شيء ، قال : " فأين درعك الحطمية ؟ " ( ). وبهذا يتبين لكل من له عينين مدي اهتمام الإسلام بالمرأة وبحقوقها ، وحفظ كرامتها وتكريمها بما يرد رداً واضحاً جلياً على من يتهمون الإسلام بظلمها وهضم حقوقها ، ولكن تبقى تصرفات الناس مع هذه النصوص من حيث التطبيق محل نظر ، فبعض الناس قد يقع منه ظلم المرأة ولكن هذا بلا شك لا علاقة له بالإسلام فلماذا نجعل اللوم عليه ونردد ما يردد أعداء الدين المفتونين بالغرب بأن الإسلام قد ظلم المرأة ، فهذه هي نصوص الإسلام في حفظ حقوقها وتكريمها شاهدة على كذب هؤلاء القوم ومن ورائهم .
حق التملك والتصرف ومن صور تكريمها أن جعل لها حق التملك والتصرف في الأموال بجميع أنواع التصرفات من البيع والإجارة والهبة وغير ذلك قال تعالى : (( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )) ( ) . عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تصدقن ، يا معشر النساء ولو من حليكن " قالت : فرجعت إلى عبد الله فقلت : إنك رجل خفيف ذات اليد ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة ، فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزئ عني وإلا صرفتها إلى غيركم ، قالت : فقال لي عبد الله : بل ائتيه أنت ، قالت فانطلقت ، فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها ، قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة ، قالت : فخرج علينا بلال فقلنا له : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك : أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما ، وعلى أيتام في حجورهما ؟ ولا تخبره من نحن ، قالت فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من هما؟ " فقال : امرأة من الأنصار وزينب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أي الزيانب " قال : امرأة عبد الله . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لهما أجران : أجر القرابة وأجر الصدقة " ( ). ففي هذا الحديث دليل على أن هذه المرأة كان لها مال خاص بها لا علاقة له بمال الزوج . وفيه أن الزوج ليس له حكم في مال زوجته إلا بإذنها . وفيه أن المرأة لها الحق أن تتبرع بمالها بغير إذن زوجها . وفيه أنه ليس للزوج منع الزوجة من الصدقة بمالها . وفيه إجزاء الزكاة عن الزوجة في مالها إذا أعطتها الزوج . وفيه أن زكاة الزوج لا تجزىء إذا أعطاها لزوجته لوجوب النفقة عليها من ماله .
حق المرأة في شكاية زوجها إذا أساء عشرتها ومن صور تكريمها أن جعل لها الحق في شكاية الزوج إذا أساء عشرتها فعن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تضربوا إماء الله " فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ذئرن النساء على أزواجهن ، فرخص في ضربهن ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ، ليس أولئك بخياركم "( ) . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه و سلم ونحن عنده . فقالت : يا رسول الله ، إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ، ويفطرني إذا صمت ، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ، قال : - وصفوان عنده - قال : فسأله عما قالت ، فقال : يا رسول الله ، أما قولها : يضربني إذا صليت ، فإنها تقرأ سورتي ، فقد نهيتها عنها . قال : فقال : " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس " . وأما قولها : يفطرني . فإنها تصوم وأنا رجل شاب ، فلا أصبر . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ : " لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها " . قال : وأما قولها : بأني لا أصلي حتى تطلع الشمس ، فأنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك ، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس . قال : " فإذا استيقظت فصل "( ) . في هذين الحديثين حق المرأة في شكاية زوجها إذا أساء عشرتها سواء كان ذلك بالضرب أو بغيره مما يتسبب لها في الإذاء النفسي أو البدني ، ولكن ينبغي أن يعلم أن بعض النساء تشتكي من كل شيء وإن كان يسيراً ، فتكثر الشكوى من لا شيء وقد تكون هي الظالمة في ذلك فيتنبه لهذا ، ولأن الحياة لا تستقيم بين الزوجين إلا بتقديم بعض التنازلات من الزوج والزوجة ، وإلا لو كانت كل مشكلة يشتكى منها لهدمت البيوت وكثر التفكك في الأسر ، نسأل الله الهداية والتوفيق لما يرضيه .
المحافظة على كرامة المرأة وعدم إهانتها ومن صور تكريم المرأة في الإسلام أن حافظ على كرامتها وعدم تعرضها للإهانة من الزوج بالتلفظ عليها بالألفاظ النابية التي لا تليق بمسلم ، فالمرأة لها حقوق وعليها حقوق ومن حقوقها أن تصان كرامتها فلا تهان ، بل يجب احترامها وتقديرها فهي سواء كانت أماً أو أختاً أو زوجةً فإنه يجب احترامها وإكرامها ، فالإسلام يحث على ذلك مع الأباعد فكيف بأقرب الناس وهم الأهل من الزوجات والبنات وغيرهن فإنهن أولى بالاحترام والتكريم من الأباعد من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت " ، قال أبو داود " ولا تقبح " أن تقول قبحك الله ( ). فيجب على الزوج المعاشرة بالمعروف من غير ضرب إلا إذا اقتضت الضرورة التي لابد منها ، وكذلك أيضاً عدم سبها وشتمها وإهانتها لأن ذلك يزرع البغض بين الرجل وزوجته وخاصة إذا كان السب أمام الأولاد أو يسمعه أحد من الخارج ، بل على الزوج والزوجة أن يتلطف أحدهما إلى الآخر من أجل استمرار الألفة والمودة بينهما ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن العشرة لأهله ، وكذلك كان أصحابه رضوان الله عليهم ، فعلى المسلم أن يتقي الله في أهله وأن يعاملهم بما يجلب السعادة والطمأنينة في البيت ، وكذلك أيضاً يجب على المرأة احترام زوجها لما جعله الله له من المكانة والتفضيل عليها فلا تسلط لسانها عليه بسب أو غير ذلك ، لأن بعض النساء تكون سليطة اللسان فتكون هي السبب في إهانة الرجل لها وسبها ، فيجب على الرجل والمرأة أن يكون بينهما احترام وتقدير ومعاشرة بالمعروف .
حق النفقة ومن صور تكريمها أن جعل لها حق النفقة سواء كانت زوجة أو كانت بنتاً أو أماً أو أختاً فلم يكلفها الإنفاق على نفسها وتحمل المشاق من أجل الحصول على النفقة بل أوجبها على الرجل في كل الأحوال ، وهذا من أجل صيانتها الحفاظ عليها من أن تصل إليها أيدي العابثين الذين يريدونها سلعة تباع وتشترى كما هو موجود في بلاد الغرب والأمم الكافرة في شتى البقاع ، لقد حافظ الإسلام على المرأة فجعلها ملكة تلبى لها كل طلباتها وهي في مكانها من غير تعب ولا مشقة فكلف وليها بالنفقة عليها والحفاظ بما يضمن لها معيشة كريمة وحياة سعيدة ، فإذا كانت زوجة وجب الإنفاق عليها من الزوج لقوله تعالى : (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا )) ( ) . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في حديث الحج الطويل قوله صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه. فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف "( ) . وعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت " أو " اكسبت " " ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت " ، قال أبو داود " ولا تقبح " أن تقول قبحك الله ( ). وعن طارق المحاربي رضي الله عنه قال : " قدمنا المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول : يد المعطي العليا ، وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك " ( ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تصدقوا فقال رجل : يا رسول الله عندي دينار ، قال : تصدق به على نفسك ، قال : عندي آخر ، قال : تصدق به على زوجتك ، قال : عندي آخر ، قال : تصدق به على ولدك ، قال : عندي آخر ، قال : تصدق به على خادمك ، قال : عندي آخر ، قال : أنت أبصر "( ) . ( ) وبهذا يتبين مدي اهتمام الإسلام بالمرأة ، وكيف جعلها لا تحتاج إلى أحد بوجوب النفقة عليها في كل الأحوال سواء كانت زوجة أم غير ذلك فهي مصونة من الحاجة ، وهذا من تكريمها والمحافظة عليها ، لهذا كانت النفقة على الزوجة والأهل مقدمة على غيرها من النفقات ، بل شُرع للمرأة أن تأخذ من مال زوجها بغير إذنه إذا كان بخيلاً لا ينفق عليها بما يكفيها وأبنائها من غير إسراف لما روت عائشة رضي الله عنها قالت : دخلت هند بنت عتبة ، امرأة أبى سفيان ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفى بني ، إلا ما أخذت من ماله بغير علمه ، فهل على في ذلك من جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خذي من ماله بالمعروف ، ما يكفيك ويكفى بنيك "( ) . في هذا الحديث بيان أن النفقة واجبة على الزوج فإذا امتنع منها فإنه يحق للمرأة أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها وبنيها من غير إسراف .
حق الاستشارة ومن صور تكريمها أن جعلها المستشارة لزوجها في أضيق الظروف ، وتزاحم الواجبات ففي حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : فلما فرغ من قضية الكتاب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " قوموا فانحروا ، ثم احلقوا " قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد ، قام فدخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، أتحب ذلك ؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك ، فيحلقك فقام فخرج ، فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك : نحر هديه ودعا حالقه . فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ( ). ففي هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أخذ برأي أم سلمة رضي الله عنها وكان في رأيها الخير ، وإن لم يكن امتناع الصحابة من الحلق والنحر إلا انتظاراً لما يفعله صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبرها أشارت عليه أن يبدأ هو بنفسه فيحلق وينحر ، فسارعوا رضي الله عنهم إلى الاقتداء به صلى الله عليه وسلم .
حق التعلم والتأدب ومن صور تكريمها أن جعل لها الحق في التعلم والتأدب بما ينفعها في أمر دينها ودنياها فقد كانت النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حريصات على العلم والفقه مثل الرجال تماماً وذلك حق لها قد كفله لها الإسلام فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك ، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه ، تعلمنا مما علمك الله ، قال : " اجتمعن يوم كذا وكذا " فاجتمعن ، فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ، ثم قال : " ما منكن من امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة ، إلا كانوا لها حجابا من النار " فقالت امرأة : واثنين ، واثنين ، واثنين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " واثنين ، واثنين ، واثنين "( ) . وقد كان هديه صلى الله عليه وسلم أن يخص النساء بالموعظة في عيد الفطر ، وعيد الأضحى فيوجه لهن الخطاب ويحثهن على الصدقة وبيان الأحكام التي تخصهن فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال فظن أنه لم يسمع النساء ، فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم ، وبلال يأخذ في طرف ثوبه( ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين( ) . قال العلامة الألباني رحمه الله : " فكذلك الكتابة و القراءة ، فلا ينبغي للآباء أن يحرموا بناتهم من تعلمها شريطة العناية بتربيتهن على الأخلاق الإسلامية ، كما هو الواجب عليهم بالنسبة لأولادهم الذكور أيضا ، فلا فرق في هذا بين الذكور و الإناث . و الأصل في ذلك أن كل ما يجب للذكور وجب للإناث ، و ما يجوز لهم جاز لهن و لا فرق ، كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال " ، رواه الدارمي و غيره ، فلا يجوز التفريق إلا بنص يدل عليه ، و هو مفقود فيما نحن فيه ، بل النص على خلافه ، و على وفق الأصل ، و هو هذا الحديث الصحيح ، فتشبث به و لا ترض به بديلا ، و لا تصغ إلى من قال : ما للنساء و للكتابة و العمالة و الخطابة هذا لنا و لهن منا أن يبتن على جنابة ! فإن فيه هضما لحق النساء و تحقيراً لهن ، و هن كما عرفت شقائق الرجال . نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف و الاعتدال في الأمور كلها " ( ). وقال العلامة صديق حسن خان رحمه الله : " لا يخفى عليك أن النساء نصف هذه الأمة بل أكثرها وهن شقائق الرجال في جميع ما ورد من الشريعة الحقة إلا أشياء خصهن الله تعالى ورسوله بها من دون الرجال وقد تفضل عليهن كما تفضل عليهم بأنواع من الإفضال فلهن ما لهم وعليهن ما عليهم في جملة الشرائع والأحكام وهي أبواب كثيرة طيبة جداً لا يتسع لذكرها المقام كيف وما من خصال حسنة نزل بها القرآن والحديث إلا وهي مطلوب منهن فعلها وما من شيم سيئة نطق بها الكتاب والسنة إلا وهي مقصود منهن تركها لكني خصصت هذا الكتاب ببيان ما ورد في ذكرهن على الخصوص وهذا شطر علم من علوم الدين وشطره الباقي مشترك بينهم وبينهن باليقين وكم من تفاسير للآيات البينات وروايات الأحاديث والدرايات جاءتنا من قبل نساء الأنصار والمهاجرات حتى إن نصف هذا العلم نقل إلينا من عالمتهن عائشة الصديقة رضي الله عنها وكانت أعلمهن بأيام الله وأشعار العرب وأسباب نزول الآي وأرواهن لأحاديثه صلى الله عليه وسلم وآله من أبواب كثيرة من الشرائع وكان لها قوة الاجتهاد في علوم الملة الصادقة " ( ).
حق تعليم غيرها ومن صور تكريمها في الإسلام أن جعل لها الحق في تعليم غيرها سواء من بنات جنسها أو من الرجال إذا كانت بالضوابط الشرعية ، وقد جاء عن السلف رحمهم الله أنهم كانوا يأخذون عن بعض النساء العلم سواء بالمكاتبة أو مباشرة من وراء حجاب ، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عما أشكل عليهم ، فعن هشام بن عروة قال : كان عروة يقول لعائشة : " يا أمتاه ، لا أعجب من فقهك ، أقول زوجة نبي الله ، وابنة أبي بكر ، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس ، أقول : ابنة أبي بكر ، وكان أعلم الناس ، ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ومن أين هو ، أو ما هو ! قال : فضربت على منكبه ، وقالت : أي عرية ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آحر عمره – أو في آخر عمره – وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه ، فتنعت له الأنعات ، وكنت أعالجها له ، فمن ثم " ( ). وقال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة . وقال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل( ) . وعن مسلم قال : سألنا مسروقاً : كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال : والذي لا إله غيره ، لقد رأيت الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض ( ). وعن الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه و سلم ، وأنا عند حفصة فقال لي : " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ "( ) . قال الخطابي رحمه الله : " وفي الحديث دليل على أن تعليم الكتابة للنساء غير مكروه "( ) . وقد وجد الكثير من النساء الآتي كن فقيهات على مر العصور ولله الحمد فلا عيب أن تتولى المرأة تدريس بنات جنسها .
حق صيانتها والغيرة عليها ومن صور تكريمها أن جعل عدم الغيرة عليها من أسباب دخول النار فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أتعجبون من غيرة سعد ؟ فوالله لأنا أغير منه ، والله أغير منى ، من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ، من أجل ذلك وعد الله الجنة "( ) . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث لا يدخلون الجنة ، ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه ، والمرأة المترجلة ، المتشبهة بالرجال ، والديوث ، وثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه ، والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى " ( ).
حق إعطاء الأمان ومن صور تكريمها أن جعل لها الحق أن تأمن أو تجير أي أحد من الأعداء وأن أمانها وإجارتها جائزة لقوله صلى الله عليه وسلم لأم هانيء بنت أبي طالب : " قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء " متفق عليه ( ). وعند أبي داود : " قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت "( ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " إن كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز "( ) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المرأة لتأخذ للقوم " يعني تجير على المسلمين( ) . قال الخطابي رحمه الله : " وأجمع عوام أهل العلم أن أمان المرأة جائز " ( ).
حق الميراث ومن صور تكريمها في الإسلام أن جعل لها الحق في الميراث من غير ظلم بعد أن كانت في الجاهلية لا تُوَرث بل تورث هي كغيرها من الأمتعة التي يتركها الميت ، فجاء الإسلام فجعل لها الحق في الميراث سواء كانت زوجةً أم بنتاً أم أختاً أم أماً فلها الميراث الذي شرعه الله لها في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : (( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا )) ( ) . وقال عز وجل : (( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ)) ( ) . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " بيان أن الدين الإسلامي هو الذي انتصر للمرأة وأعطاها حقها بعد أن كانت مهضومة في الجاهلية ، لقوله : ((وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ )) ، ولكن الدين الإسلامي لم يعط المرأة أكثر من حقها ، ولم ينزلها من منزلتها ، بل أعطاها الحق اللأئق بها ، وهو معروف ولله الحمد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم "( ) . فإن قال قائل لماذا فضل الرجال على النساء في الميراث فجعل للرجل مثل حظ الأنثيين ؟ فالجواب على ذلك أن هذا هو الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو تشريع من الله العليم الحكيم الذي لا تخفى عليه خافية ، وأيضاً لفضل الرجال على النساء بما جعل الله لهم من القوامة على النساء والإنفاق عليهم . وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله : " ولما كان من جملة أسباب هذا البيان ذكر تفضيل الرجال على النساء في الميراث والجهاد كان لسائل هنا أن يسأل عن سبب هذا الاختصاص ، وكان جواب سؤاله قوله تعالى : (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )) ، أي : إن من شأنهم المعروف المعهود القيام على النساء بالحماية والرعاية والولاية والكفاية ، ومن لوازم ذلك أن يفرض عليهم الجهاد دونهن ، فإنه يتضمن الحماية لهن ، وأن يكون حظهم من الميراث أكثر من حظهن ; لأن عليهم من النفقة ما ليس عليهن ، وسبب ذلك أن الله تعالى فضل الرجال على النساء في أصل الخلقة ،وأعطاهم ما لم يعطهن من الحول والقوة ، فكان التفاوت في التكاليف والأحكام أثر التفاوت في الفطرة والاستعداد ، وثم سبب آخر كسبي يدعم السبب الفطري ، وهو ما أنفق الرجال على النساء من أموالهم ; فإن المهور تعويض للنساء ومكافأة على دخولهن بعقد الزوجية تحت رياسة الرجال ، فالشريعة كرمت المرأة إذ فرضت لها مكافأة عن أمر تقتضيه الفطرة ، ونظام المعيشة وهو أن يكون زوجها قيما عليها ، فجعل هذا الأمر من قبيل الأمور العرفية التي يتواضع الناس عليها بالعقود لأجل المصلحة ، كأن المرأة تنازلت باختيارها عن المساواة التامة ، وسمحت بأن يكون للرجل عليها درجة واحدة هي درجة القيامة والرياسة ، ورضيت بعوض مالي عنها ، فقد قال تعالى : (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة )) ، فالآية أوجبت لهم هذه الدرجة التي تقتضيها الفطرة ; لذلك كان من تكريم المرأة إعطاؤها عوضا ومكافأة في مقابلة هذه الدرجة وجعلها بذلك من قبيل الأمور العرفية ؛ لتكون طيبة النفس مثلجة الصدر قريرة العين ، ولا يقال : إن الفطرة لا تجبر المرأة على قبول عقد يجعلها مرءوسة للرجل بغير عوض ، فإنا نرى النساء في بعض الأمم يعطين الرجال المهور ليكن تحت رياستهم ، فهل هذا إلا بدافع الفطرة الذي لا يستطيع عصيانه إلا بعض الأفراد "( ) . وقال الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله تعالى : " وبما أن الإسلام اعتقاد وقول وعمل فكذلك الكفر هو اعتقاد وقول وعمل . وقد أجمع العلماء على كفر من استباح المساواة في الميراث بين الذكور والإناث فيما ورد فيه التفاضل في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كفر بالكتاب وبما أرسل الله به رسله وخروج عن شريعة الله إلى حكم الطاغوت ، والله سبحانه قد فرض الفرائض وفصل الأحكام وبين للناس الحلال من الحرام وليس بعد بيان الله من بيان . (( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا )) ( ) . فكفى الله المؤمنين في كتابه تفصيل القسم في الإرث بين الفريقين فأعطى كل ذي حق حقه غير مبخوس ولا منقوص "( ) . وقال أيضاً : " والحكمة فيه أن الذكر يحتاج إلى الإنفاق على نفسه وعلى زوجته وأنه أصل عمود النسب والمطالب بالنفقة على زوجته وعياله ما تناسلوا بل وعلى سائر من يرثه من أقاربه الفقراء . بخلاف الأنثى فإنها ما دامت في بيت أهلها فإنهم ينفقون عليها ومتى تزوجت أنفق عليها زوجها ، فالذكر هو العنصر الأكبر والعامل الأقدر في المجتمع وهو المنوط به الدفاع والحماية والرعاية بحيث يسعى على امرأته وعياله بما يحتاجون إليه من الحاجات والنفقات ويجعلها سيدة بيت وسعيدة عشيرة ومربية للبنين والبنات لما جبلت عليه من العطف واللطف والصبر على مزاولة التربية فهي بمثابة الملكة المحشومة في بيتها تعمل عملها في إصلاح شؤون بيتها وتهدي وتتصدق بالمعروف ، وزوجها مع فخره وعلو قدره يقيم نفسه مقام الخادم لها في جلب ما تحتاجه "( ) . فصل في بيان حقيقة دعاة تحرير المرأة لقد حرص الإسلام على الاهتمام بالمرأة والعنايته بها ، لئلا تمتد إليها أيدي العابثين من الذئاب البشرية المتربصة بها في كل وقت وحين ، فأين هذا من هؤلاء الذين يريدونها سلعة تباع وتشترى ، الذين ينادون بحقوقها المزعومة وهم في الحقيقة يريدون ظلمها وإخراجها من طورها الذي شرعه الله لها ، يريدون منها أن تكون مبتذلة لا قيمة لها تتنقل بين أيدي العابثين بها ، يريدون أن يهدموا أخلاقها ويخرجوها من حيائها الذي تمتاز به ، فالمرأة في الدول التي تنادي بحقوق المرأة مهينة لا قيمة لها ما هي إلا وسيلة للبيع والشراء ، وإن زعموا حريتها فهم نشروا الفساد بها ، إن المتتبع للجرائم التي تتعرض لها المرأة في الغرب يجد أرقماً خيالية ، في حين أنها في بلاد الإسلام مصونة يحافظ على كرامتها وعفتها وتلبى لها كل طلباتها ، فهي تعامل في الإسلام على أنها ملكة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من المعاني الجميلة ، فالمرأة هي أنفس شيء عند المسلم يغار عليها ويدافع عنها بدمه وكل ما يملكه ، فهي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة ، وفر لها الإسلام سبل الحياة الكريمة التي تتمناها أي امرأة في الدنيا وفي كل الديانات ، لقد عاملها الإسلام على أنها شريكة للرجل في كل شيء إلا ما يخص الرجال دون النساء ، أو ما يخص النساء دون الرجال ، فهي المربية للأجيال وهي التي تصنع الرجال ، لقد اهتم الإسلام بالمرأة اهتماماً لا يوجد في غيره من الأديان ، فلماذا نسمع بين الفينة والأخرى من ينادي بحقها وكأنها وقع عليها من الظلم ما لم يقع على أحد ، إن هذا ما يردده أعداء الإسلام من كيد للإسلام والمسلمين , لما عجزوا عن مواجهة هذا الدين بالسلاح ، واجهوه بالغزو الفكري الثقافي لكي يشوهوا بذلك صورة الإسلام عند غير المسلمين ويشككون المسلمين في دينهم . و من أكبر وسائلهم التي حاولوا ضرب المسلمين من خلالها هي المرأة ، فأشاعوا ونشروا حول مكانة المرأة في الإسلام الأباطيل والشبهات . ومن أكبر أباطيلهم التي حاولوا نشرها والترويج لها بين المسلمين مقولتهم الباطلة بأن الإسلام قد ظلم المرأة وأهانها . إن دعاة تحرير المرأة يزعمون أن الإسلام قد فرض على المرأة قيوداً وهم يريدون أن يحرروها من هذه القيود ولكن الحقيقة أن ما يزعمون أنه قيود هو في الحقيقة قيود عليهم هم لا على المرأة التي كرمها الإسلام وصانها من هؤلاء الذئاب الذين يتربصون بها في كل وقت وحين فهم حين ينادون بحريتها ينادون بأن اتركوها لنا لكي نعبث بها كما نريد ولكنهم خابوا وخاب مسعاهم فلن يكون لهم ما يريدون ما نطق ناطق بالحق وبيّن مبين للشرع إن أذناب الغرب الذين يتكلمون بألسنتنا وهم من أبناء جلدتنا الذين قاموا بمهمة الحرب على الفضيلة والعفة بالنيابة عن أسيادهم ما هم إلا أقزام لا يلتفت إليهم ، إن هؤلاء دعاة على أبواب جنهم يريدون أن يوقعوا الأمة في شراكهم ليصدونهم عن دينهم قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )) ( ). فهؤلاء القوم يريدون أن يصدوا الناس عن دينهم وينفقون الأموال الطائلة من أجل ذلك ولن ينالوا ما يريدون لأن العاقبة للمؤمنين المتقين . قال الإمام الطبري رحمه الله : " يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ورسوله ينفقون أموالهم ، فيعطونها أمثالهم من المشركين ليتقوَّوا بها على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به ، ليصدّوا المؤمنين بالله ورسوله عن الإيمان بالله ورسوله ، فسينفقون أموالهم في ذلك ، ثم تكون نفقتهم تلك عليهم "حسرة " ، يقول : تصير ندامة عليهم ، لأن أموالهم تذهب ، ولا يظفرون بما يأملون ويطمعون فيه من إطفاء نور الله، وإعلاء كلمة الكفر على كلمة الله، لأن الله مُعْلي كلمته، وجاعل كلمة الكفر السفلى ، ثم يغلبهم المؤمنون ، ويحشر الله الذين كفروا به وبرسوله إلى جهنم ، فيعذبون فيها ، فأعظم بها حسرة وندامة لمن عاش منهم ومن هلك! أما الحيّ، فحُرِب ماله وذهبَ باطلا في غير دَرَك نفع، ورجع مغلوبًا مقهورًا محروبًا مسلوبًا. وأما الهالك، فقتل وسُلب، وعُجِّل به إلى نار الله يخلُد فيها، نعوذ بالله من غضبه "( ). فالكفار في كل زمان ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فتارة تكون الحرب مباشرة كما يحدث في زماننا في بعض الدول التي يباشرون الحرب فيها ، وتارة تكون الحرب فكرية ثقافية يقوم بها من ينوب عنهم ممن تربى بين المسلمين ، ويدين بدينهم في الظاهر ، ولكنه شرب فكر الكفار ، ويسعى لنشر أفكارهم بين المسلمين ليصدهم عن دينهم ، فالكفار ينفقون على هؤلاء من الأموال الكثير ، لأنهم يقومون بمهمة نشر الفساد الأخلاقي والعقدي بالنيابة عنهم ، ولكنهم ينفقون هذه الأموال ثم تكون عليهم حسرة في الدنيا لأن دين الله محفوظ بحفظ الله له ، ثم ينتظرهم العذاب في الآخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله فهؤلاء الدعاة الذين يدعون إلى هذه الأفكار المنحرفة هم في الحقيقة دعاة على أبواب جنهم كما في حديث حذيفة رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال : " نعم " فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : " نعم ، وفيه دخن " قلت : وما دخنه ؟ قال : " قوم يستنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر " . فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . فقلت : يا رسول الله ! صفهم لنا . قال : " نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " قلت : يا رسول الله ! فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " . فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق عليه ( ) . فهذا الحديث يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم صفات هؤلاء الدعاة الذين يريدون أن يضلوا الناس ويبعدونهم عن دينهم الذي شرعه الله لهم ، إن الدعوة إلى تحرير المرأة جاءتنا من قبل أعدائنا الذين يريدون المكر بالإسلام وأهله ، ويريدون هدم دين الإسلام بكل ما يتمكنون به من الوسائل الممكنة فلم يجدوا أقرب لهم من سبيل المرأة لأنها فتنة على مر العصور ، ولقد كانت أول فتنة بني إسرائيل في النساء كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "( ) . فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ويحذرنا من ذلك ، ولكن كثير من أبناء جلدتنا الذين يتكلمون بألسنتنا لا يصدقون بذلك ويريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فيزعمون أن الإسلام قد ظلم المرأة وهذا افتراء على الإسلام وأهله ، وإنما هو اتباع لأسيادهم في الغرب والشرق وترديد لما يروجه بعض أعداء الدين الإسلامي الحنيف من الكفار والملحدين ، فهؤلاء وإن زعموا الفتنة بحضارة الغرب المادية إلا أنهم استخدموا من قبل الغرب في تحقيق مصالحهم في طعنهم في دين الإسلام وإلا فالإسلام بين حقوق المرأة في كل الميادين بما لا يدع مجالاً للشك في أنه دين العدل والرحمة ، أما حقها الذي يطالب به هؤلاء القوم إنما هو الظلم لها بعينه والتعدي عليها بما يعلم الله أنه انتهاك لما حباها الله به من الخصوصية في الخِلقة والطبيعة ، فالنصوص الكثيرة التي ذكرناها تبين حقوقها التي شرعها لها الإسلام ، ومدى الاهتمام الذي أولاه لها ، أبعد هذا الاهتمام تعقد المؤتمرات المدعومة من الغرب من أجل حقوق المرأة التي يزعمون أن الإسلام قد ظلم المرأة ، ويدعم هذه المؤتمرات سلة من أشباه الرجال وأذناب الغرب في كل مكان وما ذلك من أجل الحرص على المرأة وحقوقها ، وإنما من أجل إغوائها وخروجها على تعاليم دينها الحنيف ، فلماذا لا يظهر هؤلاء المفتونين بالغرب ما يعانيه الغرب من التفكك والتشرذم ومعدلات الجريمة التي وصلت إلى حد مخيف جداً فيما بينهم لما لا يظهرون ذلك وما هي الأسباب التي دعت إليه ، ولكنها التبعية العمياء . فهل بعد هذا الاهتمام والحرص على المرأة وإعطائها حقوقها ومراعاة ظروفها وطبيعة خِلقتها من قبل الإسلام أن نسوي المرأة بالرجل في العمل والدراسة ، وفي ساعات العمل ، وأن نجعلها تعمل في أعمال لا توافق فطرتها ، ولا تراعي ما يعتريها من العوارض التي هي من طبيعة خلقتها ، ونلزمها بما هو فوق طاقتها ، ونجعل لها حقوقاً هي في حقيقة الأمر ظلم لها فالإسلام حدد لها حقوقها وحذر من ظلمها وبخس حقوقها . نسأل الله أن يبصرنا بديننا وأن يكفينا شر أعداءنا وأن يرد كيدهم في نحورهم إنه جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
فهرس الموضوعات مقدمة فصل في بيان سماحة وعدل الإسلام كلام الشيخ محمد رشيد رضا عن المساواة بين الرجل والمرأة فصل المرأة عند العرب في الجاهلية المرأة من الإرث في الجاهلية حداد المرأة على زوجها في الجاهلية أقسام الزواج في الجاهلية كراهية العرب للبنات فصل المرأة في الأديان الأخرى المرأة عند اليهود المرأة عن الإغريق المرأة عند الرومان المرأة عند الصينيين المرأة عند الهنود المرأة عند الفرس المرأة عند النصارى نجاسة المرأة عند النصارى فقدان المرأة اسم أسرتها بمجرد الزواج المرأة في الغرب سلعة تباع وتشترى فصل المرأة في الإسلام المساواة بين الرجال والنساء في الإيمان بالله حق البر وحسن الصحبة للأم العناية بحقوق الزوجات الترغيب في تربية البنات والقيام عليهن الوصية بالمرأة تحريم عضل المرأة كلام العلامة ابن عثيمين في الوصية بالمرأة حق اختيار شريك الحياة حق المرأة في المهر كلام العلامة ابن عثيمين في وجوب إعطاء المهر للمرأة حق المرأة في التملك والتصرف حق المرأة في شكاية زوجها إذا أساء عشرتها المحافظة على كرامة المرأة وعدم إهانتها حق المرأة في النفقة عليها المرأة مستشارة لزوجها حق المرأة في التعلم والتأدب كلام العلامة الألباني في تعلم المرأة الكتابة حق المرأة في تعليم غيرها صيانة المرأة والغيرة عليها حق المرأة في إعطاء الأمان حق المرأة في الميراث الحكمة في تفضيل الرجال على النساء في الميراث كلام العلامة ابن عثيمين كلام العلامة رشيد رضا كلام الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود فصل في بيان حقيقة دعاة تحرير المرأة
....................................
| |
|
ربيع العمر عضو مميزة
عدد المساهمات : 548 تاريخ التسجيل : 22/08/2011
| موضوع: رد: منة الرحمن في بيان مكانة المرأة في الإسلام المؤلف ناصر بن أحمد السوهاجي الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:06 pm | |
| | |
|