الصور والرسوم البيانية
تغني عن الآف الكلمات ، وتوفر عليك الجهد في إقناع القارئ فاستخدمي منها ما كان متعلقاً بالموضوع الذي تكتبين عنه . .كما أنها تريح العين من التنقل بين السطور ، وتعبث التجديد بين طيات الكتاب ، وتشعر القارئ بالعمل الجاد المبذول في الكتاب مما يجعله يحس بأهميته ويستفيد منه قراءة ومرجعاً موثقاً ..
الإحصاءات
( معلومات رقمية يوردها الكاتب بقصد الإقناع أو المقارنة ، هذه المعلومات يُحكم على صحتها من خلال المعايير الأساسية التالية :
1. صدقية المصدر .
2. طريقة استخلاص المعلومات ومدى مطابقتها للإجراءات والمناهج العلمية .
3. الصلاحية الزمنية للمعلومات ، فالدراسة التي أجريت في الماضي قد لا تنطبق نتائجها على الحاضر )(1).
الغموض
ابتعدي عن الغموض ، وانتقاء الألفاظ المستغربة والتكلف في العبارات ، فالمطلوب أن يفهم الناس ما تكتبينه ويستفيدوا منه وتجري لك الحسنات ، لا أن يحتاجوا لمن يشرحه لهم .. !
العنوان
حاولي أن تضعي عنواناً يُشعر القارئ بأن المادة المكتوبة تخدم مصلحته ، فذلك يدفعه للإطلاع عليها والانتفاع منها مع مراعاة عدم خداع القارئ بعنوان جذاب ومثير لا علاقة له بالموضوع . .
مثال : ـ كتاب بعنوان ( كيف تكونين زوجة سعيدة ) ؟
كتاب بعنوان ( الحياة الزوجية )
أيهما أكثر جذباً . .؟ لماذا ؟
تخيلي
أثناء الكتابة تخيلي الشخص أو الأشخاص الذين تكتبين لهم …
مثال : عندما تكتبين عن تربية الأولاد تخيلي إحدى الأمهات وخاطبيها .
أعداء
النجاح أناس لا يملكون القدرة على تهنئتك والشد على يدك ، أو حتى الابتسامة في وجهك فضلاً عن أن يدعو لك..!فالتصرفات الإيجابية ثقيلة عليهم كالجبال..! ولا يستطيعون أن يحتسبوا الأجر فيها. . ! لأنهم أعداء للنجاح والناجحين ..
لنتفق إذاً أن موقعهم المناسب خلفك وليس أمامك ..
قديمة
ما تظنينه معلومات قديمة ومعروفة عند الناس هي في الواقع جديدة على شريحة كبيرة من المجتمع ، لا سيما صغار السن والعامة ..
هناك معلومات تعرفينها وأنت في العاشرة من عمرك ، قد تفاجئين أن شخصاً في الثلاثينات يجهلها ..! وعند البعض الأخر هي معلومة منسية طواها الزمن فيحتاج إلى من يذكره بها .. فاكتبي كل مفيدة ، كتاباتك ستكون قيمة لمن تحتاج إليها .. ولا تنسي أن الصحف والمجلات بحاجة لمن فطرتها سليمة .. لتنشر الخير بين أمواج من البشر متلاطمة .. فدعي عنك قول . . (قديمة ) . .
ولادة
الأفكار الحيوية الجديدة تكون بأمور منها :
1. التأمل والتفكير : مارسيها بشكل عام ، وفي الموضوع الذي تودين أن تكتبي عنه بشكل خاص ، فمن خلالهما يحدث الإلهام للكاتب بإذن الله .. فكري في الناس الذين تقابلينهم ، في المواقف المختلفة التي تحدث أمامك .. فكري في دينك .. في نفسك ..في أهلك ..في زوجك وأولادك .. في مجتمعك.. في مكان عملك .. في أعدائك ..! تأملي في ذلك كله بنية الإصلاح .. ستنطلق حتماً لديك مجموعة من الأفكار الجيدة ، عندها ستنفرد لك أشرعة الكتابة لتبحري .
2. الحس المرهف : هو من سمات الكاتبة المبدعة التي تميزها عن غيرها . . فكلمة تسمعينها في مجلس ، أو من امرأة أو طفل ، أو حديث إذاعي ، أو حوار بين اثنين ، أو موضوع تقرئينه في صحيفة أو كتاب .. كل ذلك يجعلك تستشفين مواضيع جديدة بحاجة لمن يكتب عنها..؟ لأن صاحبة الحس المرهف لا تمر عليها الأشياء بشكل عادي بل تشعر بها بعمق .. فسارعي بتدوين ملاحظاتك اليومية ..
3. هناك أمور أخرى مهمة تساهم في ولادة الأفكار الجيدة والجديدة سأكتفي بتعدادها هنا حيث ورد ذكرها في مكان أخر من هذا الكتاب وهي : الإخلاص ، العلم الشرعي ، الثقافة العامة ، الهدف الواضح ، حمل هم الإسلام ، الحرص على الخير .
كتب الكتابة
هي تلك الكتب التي تتحدث عن هذا الفن من عدة زوايا مختلفة كطريقة : إعداد المادة المطلوبة ـ استخدام المراجع ـ خطوات الكتابة ـ طرق نقل المعلومات من مصادرها ـ التوثيق ـ العلامات الإملائية ـ العناوين ـ الهوامش … الخ(1)
اقتني منها ما يعنيك على احتراف الصنعة بإذن الله . . لاشك أن حرصك على الإطلاع على مثل هذه الكتب سيجعل كتاباتك متميزة بالجودة وهذا ما يريده القارئ تماماً ( الكاتب الجيد ) .
ملفك الخاص
بعد إطلاعك على ( كتب الكتابة ) دوني في ملفك الخاص ما قرأتِه من توجيهات تلهمك أثناء الكتابة ، لتلقي عليها نظرة سريعة قبل شروعك في كتابة موضوع ما ، حتى ترسخ في ذهنك ومن ثم تكون سجية لك . . سيفيدك فعل ذلك في البداية ..
قائمة المحتويات
بعض القراء يطلع عليها أولاً فإن أعجبته قرأ الكتاب وإلا تركه ، لذا احرصي على ترتيب قائمة المحتويات (الفهرس) بطريقة مناسبة وزينيها بالعناوين الجذابة .
اقرئي ما كتبته
عدة مرات على فترات متباعدة أسبوع ـ شهر سيتضح لك حتماً بعض التعديلات ، وجمال ما كتبته من عدمه ، لذلك يعمد بعض الكتاب إلى حفظ ما كتبوه في الدرج ثم إعادة قراءته بعد فترة والحكم عليه .. هذا إن لم تكن هناك حاجة ملحة للنشر السريع كبعض المناسبات التي ينتهي وقتها مثلاً .
الاستشهاد
بالآيات ، الأحاديث ، الأشعار ، الأقوال ..الخ
يضفي على كتاباتك : القوة ، المصداقية ، التأثير ، إذا فعلت ذلك باعتدال ، أما الإكثار من الاستشهاد أو إهماله فذلك من العيوب التي تتحاشاها الكاتبة الموفقة..
المراجعة
إن الكاتبة في بدايتها تعاني من عدم تفرغ الأشخاص المؤهلين لمراجعة ما كتبته للقيام بالتوصية المناسب .. فكبار طلبة العلم ، والأدباء الأفاضل ونحوهم ، قد يعتذرون بسبب كثرة أعمالهم التي يُشكرون عليها .. لكن الكاتبة في بدايتها نحتاج لمن يأخذ بيدها ولو بكلمة تشجيع ، فمن سيأخذ ؟ . . إنها كالطفل الصغير يمشي ويتعثر وينتظر اليدين اللتين توقفانه على قدميه حتى يثبت ثم ينطلق في محاولة المشي من جديد ..فإذا استقامت مشيته هرول وركض .. والفضل كل الفضل ـ بعد الله تعالى ـ يعود لمن ساعده على الوقوف أول مرة وكسب الأجور .. الآف الكلمات الطيبة يجري بها قلم الكاتبة وتنتفع بها أجيال تأتي يوم القيامة حسنات في صحيفة من ساندها ..
ولعلنا نلاحظ أنه كلما خرجت كاتبة أو شاعرة ( تافهة ) وجدت من يصفق لها من كبار كتَّاب التفاهة ، ويعقب على مقالاتها بالثناء ويتحدث عن مؤلفاتها بانبهار ، ويحفزها بالتشجيع والتوجية بل بالتبني الشامل أحياناً ، ويظهر ذلك في بعض الصحف والمجلات . .حتى إن شريحة كبيرة من القراء يقتنعون بأنها درة زمانها فيقبلون على قراءة ما تكتبه ويتأثرون به ..! لأن الأديب الكبير (فلاناً ) أثنى عليها ..! والكاتبة المؤمنة في بدايتها تريد الدعم المعنوي والحسي من العلماء الأفاضل وكبار طلبة العلم والأدباء والأخيار والمجتمع حتى تظهر لنا كوكبة من الأقلام النسائية الواثقة تتصدى للتيارات المنحرفة وتملأ مكتباتنا وصحفنا بكل مفيد قد ينشغل عن كتابته أهل العلم والفضل لكثرة أعمالهم وضيق أوقاتهم فيفرجون بمن يؤدي عنهم ويكمل مسيرتهم قال الله تعالى : ﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾ (1) .
فلنستبشر بالكاتبات المبتدئات ولنساعد في تقديمهن للمجتمع بصورة نسعى نحن في إشراقها .. لننعم بدفء ذلك الشروق ..
القصص
وسيلة مؤثرة وجذابة ، استعمليها لتخدم هدفك كوحدة متكاملة ، أو استشهدي بها في بعض المواضع .. ( ومع أهمية القصة وعلو شأنها إلا أنه ينبغي أي يراعى في ذلك أمور عدة منها:
1. أن تستخدم بالقدر المعقول ، فلا تكون هي اللغة الوحيدة في الخطاب ، أو تكون على حساب غيرها .
2. الحذر من القصص الواهية والأخبار التي لا زمام لها ولا خطام ، إذ إن النفوس كثيراً ما تتعلق بالغرائب ، والقليل منها هو الذي يثبت عند التحقيق والنقد العلمي .
3. أن تأخذ أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وقصصه ، وأخبار الرعيل الأول من سلف الأمة مكانها الطبيعي ، وألا تطغى أخبار من بعدهم من المتأخرين ممن تعرف منهم وتنكر .
4. أن البشر مهما علا شأنهم وارتفع قدرهم ، فلن تكون أعمالهم حجة مطلقة ، بل لا بد من عرضها على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، كما يري بعضهم في مقام الصبر : أن شيخاً قام يرقص على قبر ابنه حين توفي رضاً بقدر الله ـ على حد زعمه ـ وخير من ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي تدمع عينه ويحزن قلبه ، ولا يقول إلا ما يرضي ربه ، وهدية صلى الله عليه وسلم القولي والعملي في النوم والقيام خير مما يروى عن بعضهم أنه صلى الفجر بوضوء العشاء كذا وكذا من السنوات .. )(1).
الأمثال
عندما تضربها الكاتبة فإنها تسهل عملية إقناع القارئ ، وتريحها من الشرح والتوضيح وكتابة كلام طويل ، وهي من الشواهد المطلوبة ..
قال الله تعالى ﴿ ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ﴾ (2) فإن في ضرب الأمثال تقريباً للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة ، ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان ، ويتضح غاية الوضوح ، وهذا من رحمته ، وحسن تعليمه ، فلله أتم الحمد وأكمله . )(3)
التواصل
بين الكاتب والقارئ مهم ، وذلك لمعرفة ردود الأفعال تجاه المادة المكتوبة وغيرها من الفوائد الكثيرة للكاتب والقارئ معاً ، والتي من أهمها : سهولة الوصول إلى مؤلفات الكاتب ، التي قد يحتاج إليها الباحثون في أي بقعة من الأرض ولا يعرفون كيف الحصول عليها ، ناهيك عن أنها قد تغيب عن عدد كبير من المكتبات لا سيما إذا طال الزمان عليها ، وهذا التواصل لن يحدث بدون أن يضع الكاتب عنوانه ..
أنواع
كثيرة من الكتابة تستطيعين المساهمة بها في الصحف والمجلات الداخلية والخارجية والإنترنت منها : ـ
شكر لشخص أو عدة أشخاص ، أو جهة معينة على عمل إيجابي . .
قصيدة ، نثر ، خاطرة ..
تعقيب على موضوع معين : تأييد ، معارضة ..
إجابة على سؤال . .
قصة هادفة . .
توضيح أمر مهم . .
إحياء سنة اند ثرت . .
أمر بمعروف أو نهي عن منكر . .
الكتابة عن شريط أو كتاب نافعين . .
رد على فكر هدام . .
إعطاء حلول لقضية مطروحة على الساحة الإعلامية . .
إبراز الأنشطة الدعوية التربوية وتعريف المجتمع بها ، وغيرها من أنواع الكتابة . .
ابتكري
زاوية جديدة تلقين عليها الضوء في مواضيع يكثر طرحها من زاوية واحدة فقط يعتبر فتحاً وجهداً تشكرين عليهما ..
فمثلاً : موضوع ( الحجاب ) بإمكانك أن تكتبي عنه بطريقة متجددة
مثال : كيف تحاورين متبرجة ؟
كيف تربين صغيراتك على الحجاب ؟
أو التجديد عن طريق الكتابة بطريقة مبتكرة تتماشى مع ثوابتنا الإسلامية
الأفكار تقفز
إلى ذهنك فجأة وتذهب فجأة ، سجليها مباشرة بأي قلم .. في أي ورقة .. حتى ولو على علبة المناديل ! . . بقلم الكحل الذي في حقيبتك ! . . المهم سجلي ولو كلمة واحدة تذكرك بمضمون الفكرة وإن لم تفعلي فلن تتذكريها عند حاجتك لها ..
كذلك ليكن بجوارسريرك : مصباح صغير ، قلم ، دفتر .. فإذا تقافزت عليك الأفكار قبل النوم ، اشعلي المصباح واكتبي رأس الفكرة وفي الغد اكتبيها كاملة..
هذا ضروري لك ككابتة ، فوقت الخلود إلى النوم هو الوقت الذي تحب فيها الأفكار أن تزورك فأكرميها ودونيها ، قبل أن تتركك وتغادر سريعاً ..!
المظهر
الذي تُقدَّم به المادة المكتوبة يؤثر في إقبال القارئ عليها لا سيما ( الفئة الغير حريصة على القراءة ). . فالطعام عندما يقدم على أطباق جميلة ، بطريقة فنية جذابة ، يكون الإقبال عليه أكبر من أن يقدم بشكل عادي مع أنه نفس
الطعام !. .
لأن الإنسان بطبعه تلفت نظره الأشياء الجميلة المرتبة التي أتقنها صاحبها ، فاستخدمي هذه الأمور كوسيلة دعوية لقبول ما تكتبينه ، ولحصول التأثير المراد ، وليكن ذلك باعتدال فالمبالغة في الأشياء تفقدها رونقها ..
سلة المهملات
ليكن لديك سلة مهملات خاصة تلقين فيها الأوراق التي استخدمتيها أثناء الكتابة بعد فراغك منها .. احتفظي بهذه السلة ، لبعض الزمن ، إذ قد تحتاجين فجأة لأوراق سبق أن قررت التخلص منها ..
المعاناة
( يقيني الجارف في عدم براعة تميز في باب من الأبواب ، أو فن من الفنون ، حتى يتذوق المعاناة في أي سبيل يشقه ، يحترق بنار الجهد والدأب والانصهار ليكون العطاء صادقاً نابعاً من قلبه ووجدانه ..
الكلمة المؤثرة هي التي يذوق صاحبها طعمها ويحس بحرارتها وتأثيرها قبل غيره .. والقصيدة البديعة هي تلك المدفقة من الجوانح المعبرة عن معاناة قائلها .. آلاف الكلمات والقصائد والخطب والمؤلفات جثث هامدة ! . . لم ؟ . . لأنها قدمت بلا معاناة ولا معايشة ولا روح .. )(1) .
المعاناة تجعل المادة المكتوبة أكثر جمالاً وإشراقاً لا سيما إن كانت مرت بالكاتب نفسه ، أو احتك بمن يعاني واطلع على وضعه من قرب ، أو أن المجتمع عموماً يعاني من أمر معين ..
مثال : الدعوة إلى الله أمهر من يكتب عنها الدعاة ( الميدانيون)
والطب أمهر من يؤلف فيه الأطباء ( المتمرسون )
والأمومة خير من يكتب عنها إمرأة ( أُمّ )
لأن جميع هؤلاء لديهم معاناة واضحة عندها سنقرأ كلام أقرب للواقع من مجرد النظير ، وستكون كلمات يتذوق حلاوتها القارئ بعينيه ..
التخذيل
قد تواجهينه من عدة جهات .. ربما أقساها أفراد أسرتك أو أحدهم ..صديقاتك .. بعض الأقارب ولكن إستسلامك لهذه التخذيلات بأنواعها المختلفة :
عدم تشجيع ، إستهزاء ، إيحاء سلبي ، إحتقار ، . . استسلامك لها يعني أنك ضعيفة ، فهم قد يخذلونك في البداية لأنهم لم يعتادوا منك الكتابة .. ولكن إذا انطلقت فسيكونون أكثر الناس إحتراماً لك وفخراً بك فكوني قوية البداية ولا تتهاوي .. وكم حفر تخذيل ذوي القربى أناس فنجحوا لأنهم عرفوا كيف يجعلونه حافزاً لهم على التفوق .. !
وتأكدي أن أكثر المبدعين سخر منهم المقربون في البداية ..! ولو أن المبدع استسلم للسخرية لما أصبح مبدعاً في يوم من الأيام ..
قال الشيخ ابن عطاء الله الأسكندري : ( من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرفة ) .
نافذة
تذكري أن الكلمة نافذة الفكر وأنك فيما تكتبينه تعرضين فكرك ..
فكيف تراك تفعلين . . ؟
النجاح
خير يسوقه الله إلى من يشاء من عباده .. فإذا ساقه الله إليك فاحمديه واشكريه فلا حول لك ولا قوة إلا بربك فلا تغتري بنفسك وتكفري النعمة بالرياء ، والعجب ، حب الشهرة ، وكتابة مالا يرضيه سبحانه .. والنجاح يعني أنك حملت أمانه القلم فقولي بها وأسألي الله العون … إن النجاح يدفعك إلى كتابة المزيد ، لا العقود والاكتفاء بما حققت … بل هو شهادة على قدرتك وتمكنك من آلة الكتابة أي أنك تصلحين لها وهذا يعني أن تنتجي ولا تنقطعي .. وإن كان هناك إنقطاع فمؤقت وليس دائماً .
إن بروز اسمك على الساحة يحملك مسؤولية كبيرة أمام الله ثم المجتمع ..
الشهرة
تمنع بعض الأخوات من الكتابة خوفاً من الجانب السلبي لها كالرياء والعجب...
أخيه .. إن من يعمل الخير يشتهر به .. ومن يعمل الشر يشتهر به .. فالشهرة
( نتيجة للعمل الجاد ) البناء أو الهََّدام ( لا بد من حدوث الشهرة ) دون قصد منك و أنت لم تطلبيها ولم تكن لك هدفاً ، ولم تأتي لها إنما هي أتت إليك ..
ولئن يشتهر الإنسان في الخير فليس في ذلك مذمة..!وكل الأنبياء والدعاة والصالحين والصالحات عبر الدهور اشتهروا وعُرفوا ، على الأقل عند القريبين منهم،لا يعني ذلك أنهم طلبوا الشهرة لذاتها ، ولكن هي تأتي نتيجة(العمل الجاد).
والشهرة ليست مذمومة على إطلاقها ، فهناك جوانب طيبة فيها إذا استغلت بالطريقة الصحيحة ، كنشر الخير ، والدعوة إلى الله ، والنهي عن المنكر ، والشفاعة لمن يستحقها ، وإصلاح ذات البين ، والإنسان المشهور له قبول عند الناس أكثر من غيره فبإمكانه أن يوظف شهرته في عمل الخير وخدمة الآخرين
خلاصة الموضوع أن تستخدمي الشهرة إذا أتتك بالطريقة التي ترضي الله عنك ولا تضرك في دينك مع تحري الإخلاص ..
قال المقدسي : ( المذموم طلب الإنسان الشهرة وأما وجودها من جهة الله تعالى من غير طلب الإنسان فليس بمذموم ، غير أن في وجودها فتنة على الضعفاء )(1).
العُجب
تترك بعض الأخوات الكتابة بُعداً عن ( إعجاب المرء بعمله ) لأنها تعلم أن ذلك يحبط العمل .. يا أخيه قد جعل الله لكل داء دواء والعُجب بكثرة الأعمال الصالحة أو بتميزها داء ودواؤه :
1. أن تعلم أن ما وفقت إليه من عمل صالح إنما هو بفضل الله ، قال الله تعالى : ﴿ وما بكم من نعمة فمن الله ﴾ (1) . فبماذا تُعجب ؟ ..
2. أن تعلم أن هناك من العباد من يكسب ثواباً أكثر منك كأصحاب البلاء الصابرين ، قال الله تعالى :﴿ إنما يوفى الصابرون أخرهم بغير حساب ﴾ (2).
3. هون عليك ولا تغتر بنفسك فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة فبماذا تُعجب ؟..
4. أنك مهما كسبت من ثواب فستحقره يوم القيامة لهول ذلك اليوم واكتشافك أنك ما عبدت الله حق عبادته . فعلام العُجب ؟ .. ))(3) .
ثم أن ترك العمل الصالح خوفاً من : الرياء ، والعجب ، والشهرة ، من مداخل الشيطان حتى يقعدك من الأعمال ذات النفع المتعدي والأجور العظيمة ، فتتركين العمل الصالح وتضيع عليك الفرص وتخسر الأمة كاتبة مسلمة لو أنتجت لكانت مدفعاً في وجه الأعداء وما أسعد الشيطان حين أقعد الكثيرات من الطيبات عن الكتابة وخلت الساحة للخبيثات والخبيثين . .
لقد أعنت بتمنعك الشيطان وتركت اللصوص يسرقون العفة ، والحياء ، والدين ، وأنت تتفرجين !
فأبي عذر لله تعتذرين ؟ ..
التفاؤل
ما أجمل عبيره حينما يفوح من قلمك فيستنشقه القارئ فينتعش وتتفتح آفاق فكره نحو الأفضل .. كل هذا المفعول يكمن بين أناملك فارفعي الهمم ..
كن غديراً يسير في الأرض رقراقاً
تستحم النجوم فيـه ويلــقى
لا وعـاء يقيد المـاء فيه حتى
فيسقي من جانبيه الحقولاَ
كل شخص وكل شئٍ مثيلاَ
تستحيل المياه فيه وحولاَ(1)
بمعنى آخر : ( كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم )
الكآبة
تُعدي فتنتقل كلمات الحزن واليأس من فؤاد الكاتب إلى مشاعر القارئ فتصيبه بالإحباط والتشاؤم المنهي عنه شرعاً والسبب كاتب تعيس !.. بدلاً من أن يخفف مصاب الناس ويواسيهم ، ويدلهم على حلول مناسبة تنفعهم ، زادهم حزناً وأسى ، وقعوداً عن العمل ..!
أيها الباكي رويداً لا يسدُ الدمعُ ثغرة …
أيها العابس لن تُعطى على التقطيب أجرة …
لا تكن مُراً ولا تجعل حياة الغير مُرة …(2)
الحماسة :
لن يهتم القارئ بما تكتبينه إلا إذا كنت متحمسة له .. فحتى توقدي بقلمك شرارة الاهمتام لدى القارئ أوقدي الحماسة في نفسك أولاً ..
..........................................